احلام عمرنا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



3 مشترك

    الرقصة الآخيرة (قصه قصيره)

    sozana_pls
    sozana_pls
    مشرف عام


    انثى
    عدد الرسائل : 444
    العمر : 37
    الموقع : فلسطين الحبيبه..
    تاريخ التسجيل : 26/05/2008

    الرقصة الآخيرة (قصه قصيره) Empty الرقصة الآخيرة (قصه قصيره)

    مُساهمة من طرف sozana_pls الثلاثاء مايو 27, 2008 8:43 am

    الرقصة الآخيرة

    تأليف : أحمد عمر محمد عمر

    أجلسها على كرسى وجلس هو فى الكرسى المقابل لها ، ولا تفصل بينهما سوى الطاولة الصغيرة . وصفق للنادل وطلب منه (2 برتقال ) .

    لم يجدا موضوعاً فى البداية يتحدثا فيه ، رغم ان قلوبهما كانت تتحدث بالكثير ، وعيونهما تكاد تنطق .

    فمنذ رآها منذ عدة ايام .. وعيونهما تنطق بالكثير ؛ ذلك اليوم .. حينما اتى اليها لتعلمه الرقص ، فقد كان قد قرر الالتحاق بالسينما ، وأول دور اعطى له ، كان فيه مشهد رقص ، وقرر ان لايضيع الدور ، وان يجد من يعلمه الرقص؛ فدلوه عليها ..فقد كانت ماهرة جداً فى الرقص ، كما كانت جميلة جداً ..فنشأ بينهما الاعجاب ، فهزت كيانه من اول نظرة ؛ وشلت قلبه وعقله .. الى درجة أنه لم يجد موضوعاً يتحدث فيه الان معها .. الى ان استقل جمال المكان حوله ، فقال :

    - المكان جميل ! اليس كذلك ؟

    فردت عليه بصوتها الناعم :

    - نعم .. وخاصة انه مطل على النيل .

    - أجمل شئ فى هذه الحياة هو الهدؤ والسكون .

    فقالت له :

    - نعم ، فماذا يطلب الانسان فى هذه الدنيا سوى السكون والسعادة .. والاكل والشرب ، ورفيق العمر ، والذرية الصالحة .

    - نعم .. وخاصة مسألة رفيق العمر – او المحبوب – لأن الحب هو الاساس الذى تقوم عليه الحياة الزوجية .

    - الحب هو الاساس الذى تقوم عليه الدنيا كلها .

    - نعم .. الحب جميل ! وخاصةً لمن يعيشون فيه .

    ثم اردف وهو يهمس لها :

    - وانا واحد من هؤلا الناس .. الذين يعيشون فى الحب .

    - وفى الحال قفز قلبها ، وقالت بصوت هامس :

    - ياترى .. من هى سعيدة الحظ ؟

    قال لها مبتسماًبسخرية ، ومحطماً جميع آمالها :

    - انى اعيش فى حب .. اخوانى .. وامى .. و

    وقبل ان يتم كلامه ، كانت قد قرصته فى يده بسبب دعابته التى اغاظتها ، اما هو فكان يضحك بصوت عالى . وبعد قليل اردف بجدية :

    - لا .. انى لا امزح .. انى متيم بحب فتاة سبت عقلى وقلبى ، فلا اصحو ولا انام ، الا وصورتها فى خيالى ؛ فهى طعامى وشرابى وزادى فى الحياة .. وبلسمى الذى يشفى جراحى .

    كان يقول هذه الكلمات ، وهو ينظر الى عينيها بقوة وبنشوة فى نفس الوقت .

    اما هى ، فقد تضرج وجهها بحمرة الخجل ، كانت تعرف انه يتكلم عنها .. ولكنها تريده ان يقولها بصراحة .

    فقالت له بجرأة متناهية ، متغلبة على خجلها :

    - ومن هى تلك المرأة التى اوقعت فى حبها اوسم واجمل شخص رأيته فى حياتى ؟

    فقال لها بنفس الجرأة :

    - انها امراة طويلة .. لها جسد جميل وشعر اسود كالليل ، وعينيها الواسعتين كلون شعرها ..

    وقبل ان يتم كلامه .. قاطعهما النادل :

    - تفضل يافندم العصير .. تفضلى ياهانم !

    وكان يضع الاكواب على المائدة ، وكان كل منهما خجل مما قاله للاخر ، وقرر الثنان فى نفسهما تغيير الموضوع ؛ قال النادل :

    - اى طلبات اخرى ؟

    - لا .. شكراً .

    كانت تضع السكر فى العصير من السكرية التى أحضرها النادل معه . فقالت له :

    - هل اضع لك سكراً ؟

    فقال لها مستعيداً جرأته :

    - انى لا استطعم سكر الدنيا كلها .. فقط ذوبى لى انت فى هذا البرتقال ، فيصبح عسلاً !

    - ازداد خجلها كثيراً .. فسكتت لمدة ، وقررت تغيير مجرى الحديث قائلة :

    - لم تخبرنى حتى الان .. ماذا تعمل ؟

    ارتبك لهذا السؤال ، واجابها متلعثماً :

    - خير الله واسع !
    - اذا كنت عاطل فلا تخجل .. قل !

    - الحقيقة انى اعمل ..

    - تعمل ماذا ؟

    - تستطيعين القول انها اعمال خاصة .

    - اعمال حرة تعنى ؟

    فاجابها بسرعة مستدركاً :

    - بالضبط .

    ثم سألها عن عملها ، ظاناً ان الرقص هواية ليس الا، فاخبرته انها خريجة موسيقى ومسرح ، وانها راقصة ماهرة - خاصة فى الباليه - فعملت فى احدى الفرق الاستعراضية .. ثم اشتهرت ، وقررت امتهان الرقص .

    وتكلموا كثيرا عن الفن والرقص ، ومواضيع اخرى .. حتى انهم تتطرقوا للسياسة .

    كانت اصوات الموسيقى القادمة من صالة الرقص تداعب آ ذانهم بنغماتها العذبة ، فقال لها :

    - ما رأيك فى هذه الموسيقى ؟

    - انها رائعة ! .. لابد من وانها احدى روائع ( بتهوفن ) .

    - هل سبق ان رقصت مقطوعة لبتهوفن ؟

    - قليلاً جداً .. مرتين او ثلاثة !

    - حسناً .. سوف تصير اربعة .. هل لى برقصة معك ؟

    فابتسمت واجابت على الفور :

    - بالطبع .. لا يوجد مانع .
    ودخلوا وسط الراقصين ، وامسك بخصرها ويدها .. وامسكت به ؛ وبدأوا يتمايلون مع الموسيقى .

    كان كل منهم ينظر الى عينى الاخر ، نظرات قوية ، فيها كل شئ .. احساس الشوق والوجد ، والحنان والحب .. كانت عيناهما تحمل احاسيس غريبة .

    قالت له :

    - ها أنت ذا بارع فى الرقص !

    - الفضل يعود لك ولدروسك

    وبعد قليل كان كل منهما يضع رأسه على كتف الاخر ، ويتمايلون ببطء على انغام الموسيقى الهادئة .

    فعادت لها جرأتها ، وهمست فى أذنه :

    - الن تتمم لى وصف تلك الفتاة ؟

    -اى فتاة ؟

    - الفتاة التى وقعت فى عشقها !

    - آه .. ذات الشعر الاسود ؟

    - نعم .. وماذا بعد الشعر الاسود ؟

    - عيناها سوداوان .

    - لقد ذكرت هذا ، ماذا بعد ؟

    قال لها وهو يدارى ابتسامته ، لاعباً بأعصابها :

    - وماذا يهمك انت فى هذا ؟!

    قالت له وهى تحس بالخجل :

    - يجب ان اهتم بمن يحبها صديقى !

    - حسناً .. ان اول حرف فى اسمها " س " .

    وكان اسمها يبدأ بالسين ، فكادت تطير من الفرحة ، وقالت له :

    - ارحمنى .. قل اسمها كاملاً !

    - حسناً ، ان اسمها .. ( سندريللا أحلامى ) !

    قالها وضحك ضحكة مجلجلة فى أذنها ، اما هى فقد اغتاظت ، وقرصته مرة اخرى على يده وهى تبتسم لدعابته .

    وبعد قليل رفع رأسه عن كتفها ، وقال لها فجأة :

    - انى احبك انت ياسندريلا احلامى ..!!!

    لم تصدق نفسها .. اخيراً قالها . ولكنها ارادته ان يكررها فى اذنها .

    فقالت بصوت متهدج ملئ بالخجل :

    - ماذا قلت ؟!

    فقال لها وهو ينظر الى عينيها بعينيه الثاقبتين :

    - ما سمعتيه ! .. احبك .. احبك .. احبك بعنف يا ملاكى ، احبك ولن اكف عن حبك ، وحتى وانا فى قبرى .

    وتبادل معها قبلة طويلة ، ثم وضعكل منهما رأسه على كتف الاخر.. وواصلا الرقص..

    كانت السمفونية طويلة.. كان الناس يرقصون قليلاً ويجلسون ، ويأتى غيرهم ليرقص ثم يجلس .. الا اولائك العاشقين ، الذين اعترفا قبل قليل بحب كل منهما للاخر .

    قالت له وقد احست بالتعب :

    - الم تتعب ؟ .. هيا نجلس !

    - الرقص معك لا يتعبنى، بل يريحنى ..

    ثم أردف :

    - اصبرى قليلاً فقط .

    ووضع راسه على كتفها مرة اخرى ، وأبطأوا فى الرقص ، حتى انهم توقفوا ..

    ولكنها وقفت لتعبها ؛ اما هو .. عندما تركت كتفه ، كان يتصبب عرقاً .. وتحمر عينيه .. فقلقت عليه ، فلا يمكن ان يكون هذا مجرد تعب ..

    فسألته :

    - ماذا بك ؟.. هل تشعر بشئ ؟ .. لقد اخبرتك انه يجب علينا التوقف عن الرقص !

    قال لها بصوت ضعيف وهو يترنح ترنح السكارى :

    - قلت لك .. ان الرقص معك لا يتعبنى، بل يريحنى ..

    ثم فجاة سقط على الارض .. وسط الراقصين .

    بعد ان فحصه الطبيب ، سد باب حجرته فى المستشفى ، وخرج اليها وسألها :

    - هل انت زوجته ؟

    فارتبكت للسؤال ، ثم أجابت

    - لا ، صديقته .. ماذا به يادكتور ؟

    قال لها بوجه كئيب :

    - لابد من انه قد تناول جرعة زائدة !

    - أى جرعة !! .. لا أفهم !

    قال لها داهشاً :

    - اذاً أنت لا تعلمين !؟

    - اعلم ماذا ؟؟

    فقال لها ببطء :

    - إن صديقك .. يتناول المخدرات !

    فصعقت لجملته الاخيرة ، وصرخت فى وجهه :

    - م .. ماذا تقول ايها السافل !!؟

    قال لها بسرعة :

    - حسناً .. هذا الشبل من ذاك الاسد .

    - لا افهم !

    - الا تعرفين ابيه ؟

    - لا .

    - إن والده شخصية عامة .. اى شخص يعرفه ، ان صوره اسبوعياً فى صفحة الحوادث على اى جريدة ؛ إنه أكبر تاجر مخدرات فى البلاد .. كما أنه أعظم زير نساء شهده التاريخ .اما ابنه .. على حسب فحصى له الان ، من اكبر مدمنى المخدرات ! .

    - تملكها الرعب والمفاجأة فى وقت واحد ، فانفجرت صراخاً وبكاءً ، وجرت فى الحال واقتحمت غرفته – كأحد ثيران مصارعى الروديو الإسبانى ! – واصبحت تصرخ فيه وتلطمه فى وجهه :

    - استيقظ .. استيقظ ياجبان !!

    وكان شبه غافياً فى ذلك الوقت ، فرد عليها بعبارة واحدة ، وبصوت واهى كالمحتضرين :

    - انى .. آسف ياحبيبتى !

    لقد قال لها كلمة حبيبتى اخيراً .. ولكن بعد ماذا ؟ .. بعد أن ايقنت انه مجرم .. ياللاقدار!

    ثم فجأةً بدأ يتألم ويصرخ ويتقلب بشكل مرعب .. فقلقت لهذا .. وصرخت فى الاطباء:

    - ماذا به .. ماذا تنتظرون ؟ .. إفحصوه .. انقذوه !

    ثم اردفت وهى تبكى :

    -انقذوا حبيبى!

    واصبحت تبكى قرب سريره ، والاطباء يأتون ويذهبون ، ويركضون .. حتى صاروا فى الغرفة خمساً.. ولم يستطيعوا فعل شئ ، فقد كان قلبه يدق ببطء ، عكس قلبها الذى كان يدق سريعاً .. خوفاً على حبيبها .. الذى غدر بها !

    لم يستطع الاطباء فعل شئ ..

    فتوقف القلب .. وجمد الجسد ..

    وتقدم أحد الاطباء ببطء ، ومد يده .. وأغمض عينى الجثة ، وغطها بملاءة السرير .

    كانت تنظر اليه وهى فاغرة فاهها غير مصدقة . ولكن بعد قليل ذرفت عينيها الدموع ، كما ذرفت عليها الدنيا المآسى فى هذا اليوم المشؤوم .

    وحضنت الجسد المسجى تحت الملاءة ، كما لم تحضنه من قبل .. وبدأت تبكى بشدة .

    ** ** ** ** **
    خرجت من غرفته حيث لاقاها الطبيب ، وقال :
    - ان قلبه لم يستحمل هذه السموم ! .. لقد قلت لك .. لقد اخذ جرعة كبيرة اليوم وقد اودت بحياته ..
    لم يتمم كلامه ، لانها كانت قد خرجت من المستشفى .
    ياللاقدار !! .. قبل قليل كانت تراقص وتقبل اكبر تجار ومدمنى المخدرات فى البلاد .. شعورها متضارب .. هل فعلاً كان يحبها ؟
    هى لا تدرى .. لقد تركها فى حيرة ، ولكن كان يخيفها شئ .. إن كل ماقاله لها ربما كان كذباً ! ، فقد كان تحت تأثير المخدرات ؛ أخيراً عرفت سبب دعاباته الكثيرة وخفة دمه فى هذه الليلة ، وجرأته المتناهية . نعم ، لقد كان تحت تأثير المخدر . ولكنه فى اخر لحظة ، كان يرقص معها رغم تعبه .. بل رغم احتضاره .. كان يشعر بالالم ويحس بأنه سيسقط مغمياً عليه ، ولكنه اصر على مواصلة الرقص معها ، فماذا يسمى هذا سوى .. الحب .


    كان هذا فكرها المضطرب ، وهى تسير بقدميها على رصيف الشارع الخالى فى ذلك الوقت .. وهى قادمة من مستشفى الشؤم .
    وفى الطريق مرت امام المطعم الليلى ، الذى شهد كلمات حبهما قبل قليل ؛ وبحركة لا ارادية .. وجدت نفسها تدخل . كان النادل ومعه خادمين يقومان ( بتشتطيب المكان ) وتنظيمه ليوم غدٍ . فدخلت الى الصالة التى كانت ترقص فيها .. مع الحبيب المجرم .
    جلست على الارض .. فى المنطقة التى رقصت فيها معه ، نفس المنطقة التى سقط فيها مغمياً عليه .. وسقط فيها الحب .
    كانت تحس بدوى كلماته يتردد فى آذانها ، وتحس بأن روحه ما زالت فى المكان ؛ وبعد قليل انفجرت فى البكاء ، وبكت طويلاً كما لم تبكى من قبل . وظلت تبكى وتبكى الى أن احست بالتعب ، فنهضت وخرجت .
    ** ** ** **
    وفى تلك الليلة .. قررت تغيير مجرى حياتها كلياً .. سوف تترك الرقص .. نعم سوف تتركه ، ان لها شهادة من كلية الموسيقى والمسرح ، اذاً فلتستفيد منها ولن ترقص ابداً.
    أحست انها عند كل رقصة سوف تتذكره ، وتتذكر مآساتها معه .
    كانت تحس ان الرقص قد جلب لها الشؤم .. فآخر رقصة كانت معه ، ولكم كرهت واحبت فى نفس الوقت .. تلك الرقصة الأخيرة .

    ( النهاية )

    أحمد عمر
    avatar
    عاشقة السهر
    مشرفة التسليه والترفيه


    عدد الرسائل : 100
    تاريخ التسجيل : 19/04/2008

    الرقصة الآخيرة (قصه قصيره) Empty رد: الرقصة الآخيرة (قصه قصيره)

    مُساهمة من طرف عاشقة السهر السبت مايو 31, 2008 11:03 am

    شكرا على القصة الى بتجنن بس طويلة شوبة مو قصيرة شكرا لالك
    زوزو
    زوزو
    مديرة


    انثى
    عدد الرسائل : 108
    العمر : 32
    الموقع : مصر/المنصورة
    تاريخ التسجيل : 28/05/2008

    الرقصة الآخيرة (قصه قصيره) Empty رد: الرقصة الآخيرة (قصه قصيره)

    مُساهمة من طرف زوزو الأحد يونيو 08, 2008 4:21 am

    شكرا علي القصه الجميله دي بس تفتكر هو فعلا كان بيحبها
    ولا كان علشان تشتغل معه انا من رائي اكيد كان بيضحك عليها
    علشان مصلحته
    sozana_pls
    sozana_pls
    مشرف عام


    انثى
    عدد الرسائل : 444
    العمر : 37
    الموقع : فلسطين الحبيبه..
    تاريخ التسجيل : 26/05/2008

    الرقصة الآخيرة (قصه قصيره) Empty رد: الرقصة الآخيرة (قصه قصيره)

    مُساهمة من طرف sozana_pls الأحد يونيو 08, 2008 4:50 am

    يا زوزو
    الحب حب ومش عايز مبررات..

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 3:19 pm